: ""شرح مختصر المنتهى للعلامة محمود بن مسعود الشيرازي المتوفى سنة 710هـ "" وتتلخص أسباب اختياره في النقاط الآتية : أولاً : أنه شرح لكتاب يكاد يكون من أهم كتب الأصول، وهو "" مختصر المنتهى "" لأبي عمرو بن الحاجب المتوفى سنة ( 646 هـ)، وقد كان لهذا "" المختصر "" من الحظوة والاشتهار ما لم يتحقق لغيره، وذلك لصغر حجمه، وكثرة علمه، ولطافة نظمه( ). ثانياً : أن هذا الشرح يعد أصلاً للكتب اللاحقة له في شرح "" مختصر المنتهى "" ؛ لأنه مقدمة شروحه ، فلا غرو أن يكون محط نظر لمن بعده من الشراح ، ومجالاً رحباً للإفادة منه : إما بالنقل ، أو الاقتباس . ومما يزيد في أهميته أنه أحد الشروح السبعة التي هي من أحسن شروح هذا المختصر ، وقد اشتهرت بـ "" السبعة السيارة ""( ) . ثالثاً :اتساع مادته العلمية ؛ فهو من أوسع شروح المختصر ، وأطنبها عبارة ، إضافة لما يتميز به في أسلوبه ، وعرضه ، وآرائه . رابعاً : أن هذا الشرح قد برع مؤلفه في المعقولات ، وبلغ شأناً في المنقولات ، فظهر أثر ذلك في كتابه ، ولا ريب أن علم أصول الفقه في أمس الحاجة إلى مثل هذا الكتاب الذي ترافق فيه العقل والسمع ، وتوافق فيه الرأي والشرع ، وعلى هذين يدور رحى هذا العلم ، ومنهما تستمد مادته . خامساً : أن هذا الشرح فيه نقولٌ عن علماء فقدت بعض كتبهم الأصولية ، كأبي هاشم الجبائي ، والقاضي عبدالجبار الهمذاني ، وأبي القاسم الأنماطي ، وجعفر بن مبشر ، وابن برهان ، وإلكيا الطبري وغيرهم . وبهذا الشرح يتحقق سد خلة من رام الرجوع إلى كتب هؤلاء . سادساً : مكانة صاحب المتن "" ابن الحاجب "" وصاحب الشرح "" العلاّمة الشيرازي "" أضفت على الكتاب قيمة علمية . سابعاً : قيمة المتن العلمية ؛ فقد حظى باهتمام العلماء : شرحاً ، واختصاراً ، ونظماً ، وتخريجاً ، فقد اعتنى به أكثر من (60) عالماً . ثامناً: أصالة مصادر الشارح ، وكثرتها ، وتنوعها . تاسعاً : أن هذا الشرح استفاد منه من بعده ، ونقلوا من ألفاظه وأرائه ، سواء من اعتنى بمختصر ابن الحاجب( )، أو غيره( )،وتحقيق هذا الكتاب يُساعد على معرفة صحة تلك الآراء والنقول. عاشراً : شمول القسم الذي قمت بتحقيقه لموضوعات مهمة في علم الأصول؛ كالعام والخاص ، والمخصصات ، والإطلاق والتقييد ، والإجمال والبيان ، والظاهر والمؤول ، والمنطوق والمفهوم، والنسخ ، والقياس ، وهذه الموضوعات هي أهم موضوعات علم الأصول . حادي عشر : توفر عدة نسخ له من بينها نسخة المصنف بخط يده، ونسخة كتبت في حياته. هذه الأسباب – وغيرها – دفعتني إلى تحقيق هذا الكتاب ، فعزمت على ذلك بعد أن استخرت الله سبحانه ، ثم استشرت مشايخي الأفاضل – جزاهم الله عني خيراً – . ولما كان فضيلة أخي الكريم الشيخ عبداللطيف الصرامي قد سجل القسم الأول من هذا الشرح والذي يبدأ من أول الكتاب ، وينتهي بنهاية مباحث الأمر والنهي عند الورقة (190/ب) من نسخة الأصل ، فقد تقدمت بقسم آخر منه ، يبدأ من آخر الورقة (190/ب) إلى الورقة (359/ب) من الأصل ، وذلك من بداية العام والخاص إلى نهاية القياس