أهمية الموضوع وأسباب اختياره : 1. أهمية هذا الموضوع من جهة أنه يضع الدواء المناسب للداء ، وهذا هو مقصد الشرع من تشريع العقوبة. 2. ندرة الدراسات السابقة-حسب علمي-التي تناولت الموضوع من جميع جوانبه بالطريقة التي سأسلكها، وكذلك بالمباحث المهمة التي يتضمنها البحث ، فأردت أن أسهم مع من سبقوني إلى الكتابة والبحث في هذه الجوانب ؛ حتى يكون هذا الموضوع مكملاً لجوانب العقوبة ، مستمدين أحكامه من نصوص القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وآراء الفقهاء سواءً أئمة المذاهب أو غيرهم بما يطابق مصالح الناس في هذا العصر الذي نعيش فيه حتى يصل صوت هذا الفقه العظيم إلى مسامع العصر صحيحاً من الأسقام نقياً من الشوائب والأوهام . 3. أردت أن أبين أن من بين طيات كتب الفقه الإسلامي أصول هذه النظرية والتي يظن البعض من الباحثين أنها من مستحدثات الفقه الغربي ، وهي في واقع الأمر أصلية في تراثنا فقه الجنايات الإسلامي العريق ، فالشريعة الإسلامية قد حققت التفريد مرتين ، إذ إنها حققته في نظرتها إلى طبيعة الجرائم أولاً ثم حققته أيضاً في نظرتها إلى طبيعة المجرم فهي لم تنظر إلى الجرائم نظرة واحدة كما فعلت القوانين الوضعية.