أما بعد… فإن كتاب (الكنى والأسماء) للإمام أبي بشر محمد بن أحمد بن حـمَّاد الدُّولابي المولود عام 224هـ والمتوفى عام 310هـ من أجلِّ وأهمِّ المصنفات في بابه وهو (علم الكنى والأسماء) وهذه الأهمية نبعت من المحاور التالية: أولاً: الفن الذي يتطرق إليه وهوكنى الرواة وأسماؤهم بدءاً من الرسول  إلى طبقة مشايخ الدُّولابي ومعرفة الرواة وأسماءهم وكناهم هو المدخل الرئيس لتمييز الأحاديث النبوية، والحكم عليها. ثانياً: مكانة مؤلفه حيث إن أبا بشر الدُّولابي من الأسماء اللامعة في العصر الذهبي للحديث، فقد تتلمذ على جهابذةٍ أمثال: البخاري والنسائي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأكثر عنهم وأفاد، وتخرَّجَ على يديه أمثال ابن جرير الطبري وابن حِبَّان وابن عدي وابن أبي حاتم، فأصبح حلقة وصل بين هذا العصر الذهبي والعصر الذي يليه. كما كان من المتقنين الحفَّاظ، عالماً عاملاً بالحديث، مؤرخاً حسن التصنيف، من أئمة الجرح والتعديل، ولهذه الأهمية للكتاب ومؤلفه استعنت بالله في إخراج النصف الأول منه إلى آخر حرف الزاي، بعد تأكدي وثقتي أنه لم يخدم الخدمة العلمية اللائقة به وهذا القسم يشتمل على ذكر اسم رسول الله ، ثم ذكر المعروفين بالكنى من أصحاب رسول الله ، ثم ذكر المعروفين بالاسم من أصحاب رسول الله  ، ثم يبدأ بأخبار التابعين من الألف وانتهى فيه إلى آخر حرف الزاي. فقدّمت له بمقدمة تبين أهميته، وقمت بدراسة عصر المؤلف وأحواله السياسية والدينية والعلمية والاجتماعية، ثم ترجمت للمؤلف ترجمة شاملة، وعنيت بالكتاب، وبيان نسخه الخطّيّة، ونسبته لمؤلفه، وموارده، والمصادر التي اعتمدت عليه، ومنهج مؤلفه ثم انتهجت في تحقيقه المنهج التالي: ضبط نصِّه على النسخ المعتمدة وفق القواعد المتبعة لدى أهل التحقيق، ثم ترقيم الروايات حسب ورودها في الكتاب سواء مرفوعة، أو موقوفة، أو مقطوعة، أو كانت من أقوال العلماء، كما ترجمت للأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب، وعزوت الآيات القرآنية إلى سورها، وخرجت الأحاديث النبوية، مع الترجمة لرجال الأسانيد والحكم على الأحاديث، والعزو لمصادر النقاد الذين استدل المؤلف بأقوالهم، مع شرح الغريب، والتعريف بالأماكن والبقاع، والتعليق على ما يلزم التعليق عليه. ثم ختمت بخاتمة تبين أهم النتائج والتوصيات، ثم ذيّلتها بفهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والآثار وأقوال العلماء، والرواة، والبلدان والبقاع والغريب وفهرس مفصل لموضوعات الرسالة.