ملخص البحث_x000D_
التصوُّف هو المذهب الذي يقول ويعتقد الإيمان بالميتافيزقيا أي: وجود الخالق لهذا الكون، وكان اهتمامهم هو تقديم الجانب الروحي على الجانب الجسدي والحقيقة على الشريعة والباطن على الظاهر، كانت نواتهم الأولى هو التظاهر في ثوب الزُّهد والورع وتزكية النفس؛ من أجل هذه النقطة أدخلوا علماء السنة معهم في التصوف وهؤلاء العلماء بريئون منهم، وذلك قبل أن يصير التصوف عقيدة. ثمَّ مرَّ هذا المذهب التصوفي بعصر أهل الكلام، حيث ظهر فيهم علم الكلام وتدخلوا في المسائل العقدية: " مثل مسألة الأسماء والصفات، ومسألة القدر والقضاء، ومسألة الجنة والنار، والنبوة والولاية، والمعجزة والكرامة، وما إلى ذلك من المسائل الكلامية. ثمَّ جاءت المرحلة الصوفية الفلسفية التي وردت إليهم ودخلت عليهم من الفلسفة اليونانية، والديانات الهندية (الوثنية) القديمة المزدوجة بالديانتين السابقتين للإسلام (اليهودية والنصرانية) مما أنتجت ظهور عقيدة الحلول أو الاتحاد والفناء._x000D_
ثمَّ تطرَّق البحث إلى المسائل التعبدية وموقف الصوفية منها، فقالوا بسقوط التكاليف وإباحة المحظورات، ثمَّ ظهرت الرهبنية بين الصوفية خوفا من أن الزواج يؤدي إلى فتور الهمة، وترك المجاهدات والعبادات. ثمَّ تناول الباحث الجانب السلوكي والأدبي عند الصوفية، حيث اهتموا بالهيئة واللباس، واعتبروا السماع والرقص مما يتقرب بهما إلى الله تعالى وشرعوهما في اجتماعهم الذكري، وفضَّلوا العزلة والخلوة على العيش في أوساط الناس، واستحسنوا الفقرعلى الغنى والجوع على الطعام فتركوا طلب الرزق والعمل._x000D_
فقام علماء التصوُّف في القرنين الرابع والخامس الهجريين بنقد هذه الأفكار الجديدة والمستوردة من الخارج على التصوُّف الذي ينتمي إليه بعض المسلمين فصنفوا الكتب في تفنيد هذه الأكذوبة الملتصقة بالإسلام والإسلام بريئٌ منه، فأنتج كتاب اللمع في التصوُّف للشيخ الطوسي (ت:378ه)، وكتاب التعرُّف لمذهب أهل التصوُّف، للشيخ الكلآباذي (ت:380ه)، وكتاب الطبقات الملامتية والغلطات الصوفية، للشيخ السلمي (ت:412ه)، والرسالة القشيرية في التصوف، للقشيري (ت:465ه)، وكتاب كشف المحجوب عن قلوب المحبوب، للشيخ الهجويري (ت:465ه) وتولَّد منه هذا البحث المتواضع والذي جاء بعنوان: " النقد الذاتي عند صوفية القرنين الرابع والخامس الهجريين على منهج أهل السنة والجماعة ". _x000D_