تهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة تأويلية لأنساق الكتابة عند أبي حيان التوحيدي، مستفيدة من مناهج النقد الحديثة، وفي مقدمتها مناهج تحليل الخطاب. والغاية التي تطمح الدراسة للوصول إليها هي الوصول إلى تصور متماسك للكتابة عند أبي حيان، بالبحث في مؤلفاته عن أنظمة الكتابة، وأنساقها المهيمنة. وبذلك تتجاوز الدراسة ما اعتبره الكثير من النقاد مشكلة التشتت والاضطراب في الكتابة عند أبي حيان. وقد ركزت الدراسة على البحث في أنساق الكتابة، منطلقة من كون النسق في إحدى دلالاته يشير إلى النظام المتحكم في العلاقة بين عناصر الخطاب، والمتجلي على مستوى الظاهر النصية، وبذلك التزمت الدراسة إجراء يقوم على الانطلاق من النص إلى الخطاب إلى النسق. وقد وصلت إلى نتائج أهمها: أن الكتابة عند أبي حيان انتظمت وفق أنساق خمسة، هي: نسق التعالي على السلطة، ونسق المراوغة والمخاتلة، ونسق الحيرة التساؤل، ونسق اليأس، وأخيرًا نسق الهروب الانكفاء على الذات.