المستخلص: تتخذ هذه الدراسة من الدراسات الأسلوبية المعاصرة التي ظهرت في الثلث الأخير من القرن العشرين مسلكا في المقاربة والتناول على نحو يجعلها دراسة تحليلية نقدية، بمقتضى ما ذهبت إليه، وما اشتغلت به من مسائل تجديد البحث البلاغي في ضوء النتائج التي حققتها الأسلوبية الغربية، وهي بذلك تكتسب أهميتها من هذا الاشتغال المحفز للنّظر في أثر الأسلوبية ومنطلقاتها النظرية والاجرائية في تجديد البحث البلاغي، وقد تركزت أهدافها على تتبع هذه الأثر الفاعل، والتركيز على الفعل الإبداعي والنشاط المعرفي الذي انعكس على البحث البلاغي. ومن جهة أخرى، فقد دلت مؤشرات النتائج إيجابيًا على بعض الدراسات التي حاولت الجمع بين التراث البلاغي والنظريات الحديثة، وبدت على بعضها جوانب سلبية تتسم بالغلو في طلب تجديد البحث البلاغي، فتدعو إلى إحلال الأسلوبية الغربية وريثة شرعية للبلاغة العربية؛ لأن البلاغة في نظرهم أصبحت عاجزة عن مسايرة الحياة الأدبية، متخذين من نقاط التباين بينهما مسوغات للفصل بين العلمين. وقد انتظمت الدراسة في مقدمة وتمهيد وفصلين يعقبهما خاتمة: يقف التمهيد على نشأة البحث البلاغي عند القدماء، واتجاهاته، ووظيفته، والتجديد البلاغي مفهومه، ودوافعه، واتجاهاته، والأسلوبية مفهومها، وجذورها في التراث البلاغي، واتجاهاتها، ووظيفتها.