الخصائص السيكومترية لاختبارات الثانوية العامة : دراسة مقارنة بين الاختبارات المركزية واختبارات المعلمين نموذج تطبيقي لمقرر الكيمياء
تهدف الدراسة الحالية بصورة عامة إلى التعرف على الخصائص السيكومترية لاختبارات مقرر الكيمياء في الثانوية العامة بنوعيها ( المركزية وغير المركزية )، وكذلك معرفة مدى التفاوت– إن وجد– بين الخصائص السيكومترية لهذه الاختبارات، والتعرف على أثر قرار إلغاء مركزية اختبارات الثانوية العامة على هذه الخصائص. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة قام الباحث باختيار عينة عشوائية تكونت من 1030طالباً (ألف وثلاثون طالباً ) من طلاب الصف الثالث الثانوي القسم الطبيعي، واعتمد الباحث في أداة دراسته على رصد الدرجات التفصيلية المحصلة في الاختبارات النهائية للثانوية العامة من خلال تحليل إجابات كل طالب على حدة، بالإضافة لسجلات النتائج النهائية لعينة الدراسة، وتم تطبيق المنهج الوصفي واستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لطبيعة تساؤلات الدراسة؛ وكان أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة ما يلي: •وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,05 في متوسط صعوبة الاختبارات لصالح الاختبارات المركزية، وكانت الاختبارات غير المركزية متدنية الصعوبة في مجملها. •غالبية أسئلة الاختبارات المركزية تزيد معاملات تمييزها عن 0,50 وهو مؤشر على أن الاختبارات المركزية تتمتع بخصائص أفضل من اختبارات المعلمين في هذا الجانب. •وجود ضعف في صدق بناء بعض اختبارات المعلمين، في حين أن الاختبار المركزي كان على درجة جيدة من صدق البناء. •كان هناك أفضلية نسبية في قيم معامل الثبات لصالح الاختبارات المركزية. وبناءً على ما أظهرته هذه الدراسة من نتائج تبرز أهمية الاختبارات المركزية لعدة اعتبارات رغم تدني قيمة ووزن معدلاتها كمعايير للقبول في الجامعات ( بسبب إقرار معايير قبول جديدة بدأ تطبيقها في العام الدراسي 1424-1425هـ)، فقد أوصى الباحث بمجموعة من التوصيات التي تدعو إلى ضرورة إعادة النظر في قرار إلغاء الاختبارات المركزية، أو محاولة إيجاد بدائل مناسبة لهذه الاختبارات تكون ذات كفاءة عالية تضمن الحد الأدنى من تكافؤ الفرص لكافة طلاب هذه المرحلة، وكذلك تبنّي أساليب تعليمية وتقويمية تعزز وترفع من مستوى التحصيل المعرفي الحقيقي لهؤلاء الطلاب تؤهلهم للنجاح الأكاديمي، وتجعلهم قبل ذلك قادرين على تجاوز ما يقرر عليهم من معايير قبول متنوعة قبل وبعد دخول الجامعات والكليات كاختبار القدرات العامة، والاختبارات التحصيلية، وما يعرف بالسنة التمهيدية التي يصنّف بعدها الطلاب في مستويات وتخصصات مختلفة، بل الأسمى من ذلك والذي ينادي به الجميع هو أن يكون التعليم وظيفياً للحياة يجعل الطالب قادراً على تحمّل مسؤولياته المستقبلية الدراسية والمهنية والوظيفية والاجتماعية بنجاح.