المعوقات المؤثرة على دور الأسرة السعودية في تحقيق الرعاية المتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة تطبيقية على مجموعة من الأسر السعودية المودع أبنائها ببعض المؤسسات التأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة جدة
إن وضع المعاقين في الوطن العربي ليس بأحسن من وضعهم في بقية بلدان العالم, سواء من حيث عددهم وتوزيعهم على مختلف الإعاقات: البدنية, والحسية, والعقلية, والكلامية, والنفسية, والاجتماعية, أو من حيث ما يلقونه من رعاية ومساعدة خاصة.(1) كما أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن حجم الإعاقة والمعاقين في الوطن العربي لأسباب كثيرة قد يكون من بينها: 1.عدم تصريح بعض الأسر بالإعاقة عند الإدلاء بالبيانات والمعلومات,(2) وقد يرجع ذلك إلى طبيعة العوامل الديموجرافية في بعض المجتمعات العربية, والعوامل الاجتماعية, كالجهل , ووجود الثقافات التي تشعر الأسرة بالخجل من وجود معاق فيها, وعلاقة ذلك بالتأثير على انعزال الأسرة وعدم مشاركة الأسر الأخرى لها في التفاعل الاجتماعي.(3) 2.الاختلاف الشائع في تحديد المقصود بمفهوم الإعاقة (من هو الشخص المعاق؟) واختلاف المعايير التي تستخدم في توصيف الأفراد المعاقين وقصور بعض الأدوات التي يمكن استخدامها في قياس نوع ودرجة بعض حالات الإعاقة ( كما في حالات التخلف العقلي وخاصة في مرحلة المهد والطفولة المبكرة).(4) 3.قصور وسائل الإعلام عن توضيح أهمية الإدلاء بالبيانات عن المعاقين, حيث تشعر بعض الأسر أن هذا الإدلاء عن المعاقين ليس له فائدة يمكن أن تعود عليهم.(5) 4.ضعف الاهتمام لدى جامعي البيانات بأهمية التقصي عن بيانات الإعاقة, مما يستتبع في كثير من الأحيان عدم إلقاء الأسئلة الخاصة بالإعاقة لتخفيف عبئ عملهم.(1) 5.عدم توفر التقصي في الأسئلة الخاصة بالإعاقة وأنواعها وأسبابها في التعداد. هذا التقصي في الأسئلة يمكن أن يوفر بيانات أكثر شمولاً, ولكن في الغالب يكتفى بسؤال واحد عن الإعاقة.(2) أما عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بالعالم, فقد أشار سفير النوايا الحسنة الدكتور نصير الحمود الخصاونة بالأمم المتحدة أن العدد يبلغ (650) مليون شخص, أي (10 %) من سكان العالم , وأن أكثر من (80 %) منهم موجود في الدول النامية, وفي الوقت الذي لا توجد به إحصائيات دقيقة بالوطن العربي, إلا أن التقديرات تشير إلى أكثر من (40) مليون بنسبة تقريبية (13 %) من عدد السكان. ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال يبلغ عدد ذوي الإعاقة فيها (720) ألف, وفي مصر يبلغ العدد (6) ملايين , وفي الأردن (140) ألف, والمشكلة الأهم أنه في غالبية الدول العربية لا يوجد هناك تصنيف لذوي الإعاقة , وهو التصنيف الذي يقوم على تحديد ذوي الإعاقة حركياً أو ذهنياً, حتى تتمكن أي دولة عربية من وضع إستراتيجية ناجحة للرعاية والتدخل.(3) ففي المملكة العربية السعودية يلاحظ أنه قد زاد معدل الإعاقة في هذه الفترة المتغيرة عن الفترة السابقة, وتشير الإحصائيات, إلى أنه يوجد في المجتمع السعودي (720) ألف معاق يشكلون (4 %) من المواطنين, فيما يبلغ عدد الأطفال المعاقين من (400- 500) ألف طفل.(4)