آراء مصطفى محمود العقدية والفكرية دراسة نقدية /
ملخص الدراسة : سعت هذه الدراسة إلى بحث منهج مصطفى محمود الفكري و آرائـه ً الاعتقاديـة عرضـ ً ا و نقـدا، مـن خـلال عـرض مواقفـه في عـدد مـن القـضايا في مـسائل الاعتقـاد كـالإيمان بـاالله تعـالى والملائكـة وموقفـه مـن النبـوة والمعجــزات ، وأقوالــه في القــضاء والقــدر وموقفــه مــن مــسائل اليــوم الآخــر ومنهــا الحيــاة البرزخيــة والبعــث والحساب والـشفاعة والجـزاء ، وموقفـه مـن المـذاهب المعـاصرة في عـدد مـن القـضايا كالـصهيونية والتـصوف فضلا عن مواقفـه مـن البهائيـة والماركـسية ، و العلمانيـة ومدرسـة التحليـل النفـسي بالإضـافة إلى نظريـة التطـور، وتوسع البحث في مناقـشة آراء الـدكتور مـصطفى محمـود عـلى ضـوء عقيـدة أهـل الـسنة والجماعـة ، مـن خـلال تصدير موقف أهل السنة والجماعة من كل قضية بالمناقشة ثم الاستدلال على ذلك برأي مصطفى محمـود فيهـا والوقوف عنـد كـل رأي ومناقـشته بالتفـصيل وعـرض الأدلـة في الـرد عليـه ، و قـد خلـصت الدراسـة إلى النتـائج التالية: كانت حياة مصطفى محمود سلسلة من التطورات المصحوبة بالتنوع والاخـتلاف في كـل مرحلـة ؛ حيـث عاش طفولة حافلة بالأحداث عقبها مرحلة شباب جامحة بـالفكر والبحـث عـن الحقيقـة ، دفعـه ذلـك إلى تبنـي آراء ومواقف مختلفة من الدين ، بـدت بالـشك والإنكـار واختتمهـا بالوصـول الى اليقـين ، و كـان في كـل مرحلـة يدافع عن ما اعتنقه من فكر بقوة محاولا إبراز كل ما لديه من حجج لإثبات فكره وتحقيق هدفه ، ولما وصـل الى ً مرحلة اليقين تبنى آراء هـي موضـع خـلاف مـع أهـل الـسنة ؛ والـسبب يعـود الى أمـرين الأول : ضـعف التأسـيس الشرعي لديه لأنه تأسس وتخرج من كليـات علميـة ، ومـارس مهنـة أدبيـة، والأمـر الثـاني: أنـه أطلـق لنفـسه حريـة الاجتهاد في مسائل مهمة دون حصوله على ما يلزم المجتهد فيها من أدوات ؛ممـا أوقعـه في مزالـق عقائديـة في كثير م ً ن المسائل فيطلق قولا فيجد من يرد عليه ، مما يدفعه الى مراجعة قوله والتثبـت منـه مـرة أخـرى ، أو البقـاء على ما وصل إليه من اجتهاد ، واعتمد مـصطفى محمـود في اسـتدلاله عـلى القـرآن الكـريم ، ولم يـستدل بالـسنة النبوية إلا فيما ندر معللا ذلك بعدم وثوقه من صحة هذه الأحاديث النبويـة لأنهـا جمعـت وكتبـت بجهـد بـشري معرض للتصحيف و التحريف ، بخلاف القرآن الكريم ، و كان لمصطفى محمـود آراء كثـيرة في مـسائل العقيـدة الكبرى كوجود االله تعالى ، والملائكـة ، والنبـوة ، والقـضاء والقـدر ، واليـوم والأخـر ، تنـاقضو تخـالف آراء أهـل السنة والجماعـة ، و عـرض البحـث ميلـه إلى التـصوف والأخـذ بـما فيـه مـن آراء ، أمـا في مواقفـه مـن المـذاهب الأخــرى الفكريــة فقــد كــان لــه دور بــارز يــشكر عليــه ويحــسب لــه في محاربتهــا والتحــذير منهــا كالــصهيونية والماركسية والعلمانية وكشف عراها والتصدي لها ، كما كان لـه آراء في كثـير مـن المـذاهب الفكريـة كالتحليـل النفسي و نظرية التطور أبرزتها ثنايا البحث . هذا والحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم